لن أكتب شيئا عن الحدث نفسه , كلنا نفهم ونعرف ولا نحتاج لأن نتكلم أكثر.
فقط أسجل استيائي من نغمة الأخــوّة بين المسلمين والمسيحيين التي تظهر في كل مناسبة والتى بتنا نحفظها ونرددها في حماس شديد لا أشكك فيه مطلقا.
يظهر علينا أحدهم ليقسم أن صديقه وكاتم سره مسيحي منذ الطفولة ! وكأن علينا أن نندهش من ذلك. أنا حقا أندهش من أننا بتنا ننتظر تلك الكلمة حتى نطمئن قليلا.
لماذا الأستياء اذن؟؟
لأننا بتنا نحاول أن نحترم بعضنا بعضا بالعواطف! فقط العواطف! العواطف القابلة لأن تتغير وتتشكل وربما تزول بمجرد مناورة واحدة للعقل. العواطف وحدها لا تكفي.
نحن بهذا نضمن دوام العاطفة بين مسلم ومسيحي , فقط تحت هذا الشرط ! وماذا لو كان أحدنا غير ذلك ؟ هل كنا سنضمن وجود ذلك الحب؟
.... جوهر المواطنة .. ببساطة هو التعددية
كم مسيحي أو مسلم ثار وهاج حين احترقت بيوت البهائيين في الصعيد ؟؟ أليسوا أصلا مصريين ! ,أم لأنهم مجرد أقلية صغيرة لم تستطع الداخلية ان تشفق عليهم بخانة واضحة للديانة.
وما جدوى هذه الخانة أصلا لو كان في غرض الدولة تعميق مفهوم المواطنة؟
لماذا بتنا نستلهم أساليب المودة والتآخي من محاولات خلق اوجه تشابه بين الديانتين ؟ ألم نيأس بعد من تلك المحاولات التي نلوي بها عنق الحقائق ؟ كل هذا لأننا لم نأخذ الطريق الأقصر والأصعب وهو أن نعترف اننا مختلفون .. فقط نحن مختلفون , والاختلاف سمة الوجود .
وما جدوى الدين لله والوطن للجميع ؟ ونحن نعرف ان الله الاسلام يختلف عن الله المسيحية؟
الله المسيحية تجسد بما ينفيه الاسلام عن الله . لماذا نخشى قولها ...نحن مختلفون !! لا ترهقوا أنفسكم في إيجاد أوجه للتشابه , هذا أمر نسبي وليس مجديا بالمرة.
وماذا عن من لا دين له؟ ينكر وجود الله الذي نزعم اننا نتفق على معرفته , ألا يستحق أن يكون مواطنا؟ أم يستحق أن نقاطعه وأن يكون طرفا سلبيا غير بنّاء في مجتمعنا لأنه لا يعتقد فيما نعتقد بالرغم من اننا لا نتفق فيما نعتقد. لنخرجه خارجا اذن, راضين عن أنفسنا واثقين في رضا ديننا عما فعلنا, ناسين ان من بين عظماء وعلماء دوّنهم التاريخ من لا نتفق مع عقيدتهم ومن لا نعرف لهم دينا أصلا, بالتأكيد هؤلاء لم يجدوا نبذاً في بلادهم بسبب معتقدهم..
أم أننا فرضنا أنفسنا قضاة على معتقدات الآخرين, وبموجبها نعطي حق المواطنة لمن نشاء.
دعونا لا نخدع أنفسنا .. لا وجود للمواطنة إلا بالتعددية , كفانا تفصيلا للمواطنة وللوحدة الوطنية على مقاسات طرفين فقط. الوطن للجميع والدين لا علاقة له بالأمر.
والفرد في المجتمع بما ينجزه ليس بما يعتنقه,
والاعتناق اعتناق الجوهر لا بالإسم ولا بشهادة الميلاد
فقط علينا أن نفكر بعمق ... وأن نتخلى عن حماية الدين بما لا يقبله المنطق ولا العدل ولا الدين كذلك, اذ إني لا أعتقد ان هناك دينا ما يدعو لنبذ غير المعتقدين به
وننظر قليلا لماذا نتأخر وتتقدم دول أخرى يعيش فيها معتنقي ديانات ربما لا نعرفها تحت راية المواطنة العادلة
No comments:
Post a Comment