Tuesday, December 13, 2011

شجرة الصمت

من أين أتيتي .. لتزيدي على صمتي عمقا وعلى صراعي شدة؟؟
وعلى وحدتي قيدا ومقاومة؟
لم تكن الأشياء بهذا التناقض من قبل؟
ولم تكن الحياة بذلك التعقيد..
أن أتخلى عن انسانيتي .. حتى أُحب ..
أن أعيد تقييم بشريتي في ضوء الاحتياج .. والرغبة
تضمني دائرة أخشاها واخشى حدودها كما عودتني حرية الوحدة ..
أن افقد تصالحي مع نفسي .. ومع وقدسية المعاني
أن تخترق حياتي تشوهات تفرض نفسها لتصير قيودا
وأن تخترق الرغبة حاجز المعنى
أن أتمسك بسحر اللفظ ... وسحر اللحظة كذلك
....
تطرح شجرة الصمت ثمارا سوداء !!!
هي مولودة التجربة القصيرة العميقة ...
....
وكم من احتياج أرحم من تلبيته ...
وكم من جنون يبقى في رحم العقل ولا يولد ..
هكذا الوهم .. ببساطة وهكذا الحب ..
.....

Friday, August 19, 2011

افكار تتكسر

تتكسر الافكار العظام على احجار الخواطر اللينة .. وينطوي القلب لا على شئ .. او هكذا يبدو انه لا شئ
ومنذ متى يخفي القلب الغير منظور؟؟ . القلب يفهم .. والعقل لا يحس ... هذا هو كل شئ
تختفي الحواجز الذكية .. الصلبة .. ذات الحواف المعادية للخيال
وينبثق من الروح شئ ما .. تراه الارواح .. تفهمه الأعين وحدها
تستطيع ان ترى الزحام جيدا ... فقط لو ادركت انك كنت تنظر اليه
ماعدا ذلك انت ترى الطبيعة بفطرتها .. وبأهلها .. وبشجرها ...
تستطيع ان ترى قطة خائفة من الخلاء تختبئ تحت جدار متهدم .. لم تسمع اذنك صوتها انما فهمه قلبك
وكل طفلة تلعب ببالون لم تصر مجرد طفلة ..
الجنون .. ببساطة لم يعد جنونا ... ولم يعد موجودا
تغييرت مقاييسك .. تبدلت .. مذ عرفت طرقا اخرى الى عيون العاشقين واهات السميعة وشهقات المنتشين .. ودموع ليست حزنا ولا فرحا !!! مذ تعرفت على سجن الكمال ووهم الكمال.
ايمانك بتجربتك .. مازال اليقين الوحيد الباقي

Saturday, April 30, 2011

الليبرالية والتابوهات

قالوا قديماً : من ليس له (تابوه) فليشتري له تابوهاً. ومنذ قيام الثورة وهناك شح في التابوهات واحتكار لبيعها بالبطاقة التموينية من جهة التيارات الراديكالية خاصة بعد كسر التابوه السياسي الذي كان يحمينا من برد الشتاء وشمس الصيف.

ولي صديق ليبرالي – من ورا أهله فهم لا يعرفون الفبسبوك ولا طريق البورصة- يرى أننا يجب ان نكسر كل التابوهات ونمشي (كدة في الشارع عادي) فقلت له ان هذا عيب فقال لي: (اللي اختشوا ماتوا), وأشار إلى إنني أرى الامر من زاوية أخرى داخل تابوه أنا محبوس داخله دون أن أدري ونصحني لكي أرى التابوه بالعين المجردة أن أجلس على البورصة ثلاث مرات اسبوعيا أتابع أسهم بالم هيلز وهي تواصل الهبوط وأشرب شاي بنعناع من عند عم نسيم. ولما قلت له أن مايقوله هذا يمثل تابوها آخر, رأيت علامات الإحباط في عينيه وأخذ يبكي ويقول لي : للمرة الألف أنسى وأشترى لنفسي تابوها دون أن أدري – مع اني سايب تابوهات كتير في البيت كانت ضاقت عليّ – وشبّه نفسه بسيزيف الذي كلم صعد الجبل حاملاً النعناع ليضعه في كوب الشاي هناك, يسقط منه النعاع وينزل مرة أخرى ليحضره وهو يخشى ألا يستطيع أن يشرب الشاي قبل أن يبرد أو أن يُغلق المقهى أو أن يصل السلفيين للحكم.

ولي صديق راديكالي يرى أن الليبرالية حرام شرعا وهي تعني أن يمشى الناس بلا تابوهات في الشارع – ودي قلة أدب- وأن التابوه الحشمة هو المطلوب في عالم انتشرت فيه الخلاعة الأيدولوجية. وهو أيضا يجلس على البورصة على فترات لمدة دقائق معدودة يحتسى خلالها الشاي بالنعناع دون الصعود الى الجبل مشترطا على صاحب المقهى أن يغلق الكاسيت إلى أن ينتهي من الشاي.

مستوحاه من تخاريف الرائع جلال عامر

Saturday, April 2, 2011

الأرض الحجرية

تجلسَ أمامها في شغف ....

تنتظرَ اللحظة الصامتة ...

التي يُختزل فيها الكون والكلمات والورود والقصائد بآهة واحدة من قلب عاشق ...

وقلب آخر لا تعرفه ...

ولسانين يطليان الحوار الصامت بحروف ضائعة لا تُسمع ...

ونظرات وإن تاهت .. تصطدم سريعا بأرض المنطق الحجرية ...

وتعاود النهوض .. وتكتب من جديد الحوار اللامنطقي ...

وتعتقد أنه آن الآوان ليقف القلب على الرابية ...

تظن أنه لم تفت الفرصة بعد لترى العالم صغيرا جدا ...

ولتفهم هذ ا السحر .. الذي يمكن أن يغني عن فلسفات قرون في شرح الحياة ... والموت .. والحب ... والطاقة

تنهض لتقول ... لتقولها .. دونا عنك .. منك ...

لتخرج حروف أخرى منطقية جدا ... من أسفل الرابية خرجت ..

من قلب الواقع كانت هناك .. تسبح دون أن تراها ...

"أود أن نكون أصدقاء" ...

هكذا يخونك الكل .. فلا تسمع بوضوح الرد اللطيف ...

وتفكر هل تعاود الصعود دون أن تنظر الى هامة الجبل ...

عليك أولا أن تجد الطريق إلى اللامنطق ...

Friday, March 4, 2011

ثورة تلو الأخرى

فيسبوك .. عالم آخر وجدنا نفسنا داخله .. نلهو ونتعارف ونتشارك حتى صار واقعا إفتراضيا بالفعل
صفحات كثيرة تتكلم عن الحقوق المهدرة .. نقاشات لا نهائية وصور وفيديو تكشف لنا ببساطة ماكان لنا ان نعرفه أبدا
صفحات تعلن عن آراء اصحابها
وأخبار تتصدر مانشيتات الصحف الالكترونية ..
مجتمع متكامل, أتقن الشباب المهزوم المظلوم أن يندمج داخله
وهناك نظام عجوز لا يعرف حقيقة أخرى سوى ما يراه ويلمسه .. ولا يعرف علاجاً لأي تهديد له سوى القمع والظلم
قرارات الكترونية تنتشر وتوقيعات وموافقات بمئات الآلاف
ثورة الكترونية لمحاربة النظام القامع
الثورة تنزل الى الشارع
الثورة تنتصر في مشهد ملحمي أسطوري على وسائل النظام القديم ...
شهداء ... ودماء .. وحرب شوارع .. خيول وجمال .. وسياط .. وكرات نارية ...
يعلن النظام الرحيل ..
لا يصدق أحد أنهم فعلوها ... الجيل الخائب فعلها .. جيل المخدرات والانترنت والانحلال .. فعلها
ومازل يثور .. يقضي على فلول النظام البائد .. في معركة تلو الأخرى ..
يتعلم .. ويطور نفسه ويعرف كيف يكسب أرضا جديدة في كل معركة
يثق في نفسه بعد كل معركة .. تعلم ألا يخضع لوصاية أحد

Friday, January 14, 2011

خواطر معاشة

اقبع وحيدا على قدر ما تستطع .. اكتشف
داخل نفسك نفوسا اخرى .. تحاورك
هكذا تُهزم الوحدة

*********

لم أكن أعرف أن ذلك الشئ يُغيب العقل بهذا الشكل ...
أأسف لكل نظرة سطحية نظرت بها إلى هؤلاء ...
مازال ينقصني الكثير من الحيادية والعمق

*******

ربما كان وهما ... ربما ...
ولا أعرف هل أدرك انه وهم تمام الإدراك أم لا ؟؟
هكذا ببساطة شديدة يفقد العقل قدرته على التحليل ..
وينهزم في أول محاولة لتحليل فطرية الأشياء


فقط أردت تسجيل تلك الحالة ... بوضوح .. ربما أستطيع فهمها لاحقا

ساقية الصاوي
13 يناير 2011

Monday, January 10, 2011

اللامنطق

لماذا ؟؟؟
أنتِ خصيصاً .. وفي هذا الوقت .. أندهش من تجليكِ في حياتي بهذا الشكل ..
لماذا ؟؟؟
لماذا لا أعرف حقيقة شعوري وإلى أي قالب ينتمي ؟؟
هل لأنكِ علمتيني هدم القوالب .. والثوابت ؟؟
علمتيني أيضاً شيئاً عن الإحساس ...
هل لهذا أنتِ أنتِ ؟؟
أنتِ دائما هي أنتِ ... تعشقين الحرية ..
وأنا أحبك بحريتك .. بل ربما أحبك لأجل حريتك ...
وحريتك تمنعني أن أحتفظ بك .. ألهذا يبدو الأمر معقدا ؟؟
لا أعرف ..
ربما أترك نفسي بجانبك ... ناسياً كل شئ عن المنطق كما عودتني ...
ناسياً كل شئ عن كل شئ .. إلا اللحظة ذاتها ..


Monday, January 3, 2011

على هامش حادث "القديسين"... مسلم ومسيحي و ... بس

لن أكتب شيئا عن الحدث نفسه , كلنا نفهم ونعرف ولا نحتاج لأن نتكلم أكثر.
فقط أسجل استيائي من نغمة الأخــوّة بين المسلمين والمسيحيين التي تظهر في كل مناسبة والتى بتنا نحفظها ونرددها في حماس شديد لا أشكك فيه مطلقا.
يظهر علينا أحدهم ليقسم أن صديقه وكاتم سره مسيحي منذ الطفولة ! وكأن علينا أن نندهش من ذلك. أنا حقا أندهش من أننا بتنا ننتظر تلك الكلمة حتى نطمئن قليلا.

لماذا الأستياء اذن؟؟
لأننا بتنا نحاول أن نحترم بعضنا بعضا بالعواطف! فقط العواطف! العواطف القابلة لأن تتغير وتتشكل وربما تزول بمجرد مناورة واحدة للعقل. العواطف وحدها لا تكفي.
نحن بهذا نضمن دوام العاطفة بين مسلم ومسيحي , فقط تحت هذا الشرط ! وماذا لو كان أحدنا غير ذلك ؟ هل كنا سنضمن وجود ذلك الحب؟

.... جوهر المواطنة .. ببساطة هو التعددية
كم مسيحي أو مسلم ثار وهاج حين احترقت بيوت البهائيين في الصعيد ؟؟ أليسوا أصلا مصريين ! ,أم لأنهم مجرد أقلية صغيرة لم تستطع الداخلية ان تشفق عليهم بخانة واضحة للديانة.
وما جدوى هذه الخانة أصلا لو كان في غرض الدولة تعميق مفهوم المواطنة؟

لماذا بتنا نستلهم أساليب المودة والتآخي من محاولات خلق اوجه تشابه بين الديانتين ؟ ألم نيأس بعد من تلك المحاولات التي نلوي بها عنق الحقائق ؟ كل هذا لأننا لم نأخذ الطريق الأقصر والأصعب وهو أن نعترف اننا مختلفون .. فقط نحن مختلفون , والاختلاف سمة الوجود .
وما جدوى الدين لله والوطن للجميع ؟ ونحن نعرف ان الله الاسلام يختلف عن الله المسيحية؟
الله المسيحية تجسد بما ينفيه الاسلام عن الله . لماذا نخشى قولها ...نحن مختلفون !! لا ترهقوا أنفسكم في إيجاد أوجه للتشابه , هذا أمر نسبي وليس مجديا بالمرة.

وماذا عن من لا دين له؟ ينكر وجود الله الذي نزعم اننا نتفق على معرفته , ألا يستحق أن يكون مواطنا؟ أم يستحق أن نقاطعه وأن يكون طرفا سلبيا غير بنّاء في مجتمعنا لأنه لا يعتقد فيما نعتقد بالرغم من اننا لا نتفق فيما نعتقد. لنخرجه خارجا اذن, راضين عن أنفسنا واثقين في رضا ديننا عما فعلنا, ناسين ان من بين عظماء وعلماء دوّنهم التاريخ من لا نتفق مع عقيدتهم ومن لا نعرف لهم دينا أصلا, بالتأكيد هؤلاء لم يجدوا نبذاً في بلادهم بسبب معتقدهم..
أم أننا فرضنا أنفسنا قضاة على معتقدات الآخرين, وبموجبها نعطي حق المواطنة لمن نشاء.

دعونا لا نخدع أنفسنا .. لا وجود للمواطنة إلا بالتعددية , كفانا تفصيلا للمواطنة وللوحدة الوطنية على مقاسات طرفين فقط. الوطن للجميع والدين لا علاقة له بالأمر.
والفرد في المجتمع بما ينجزه ليس بما يعتنقه,
والاعتناق اعتناق الجوهر لا بالإسم ولا بشهادة الميلاد

فقط علينا أن نفكر بعمق ... وأن نتخلى عن حماية الدين بما لا يقبله المنطق ولا العدل ولا الدين كذلك, اذ إني لا أعتقد ان هناك دينا ما يدعو لنبذ غير المعتقدين به

وننظر قليلا لماذا نتأخر وتتقدم دول أخرى يعيش فيها معتنقي ديانات ربما لا نعرفها تحت راية المواطنة العادلة