وقف ينظر لها من بعيد لعلها تنتبه لوجوده
.. مثل كل الأطفال هو يحاول ان يثبت وجوده
.. يحاول ان يثبت رجولته رغم سنواته الأثنتين
, هي أيضا في نفس عمره لا تكاد ان تتعلم كيف لا تتعثر في سيرها , هي طفلة اخرى تتصنع الكبرياء
. أخيرا رمته بابتسامة بريئة كعينيها الصافيتين
.. ابتهج وفرح وككل الاطفال لم يعرف ان يخفي فرحته
فاقترب منها واخذ يداعبها كمن هو أكبر منها وانها هي الطفلة الوحيدة في الكون
.أمسك يدها وجريا سويا وضحكت وضحك
وككل الاطفال احسا انهما امتلكا الحياة منذ تلك اللحظة
ولكن .. رأتهما وهي تبحث عنه رأته يمسك يدي أخرى فرحا ورأتها وهي تمسك بيديه كمن وجدت كنزا
.. رأتهما وتحركت داخلها مزيج من غيرة الأنوثة وغيرة الطفولة
انتظرت حتى ابتعد عنها واقتربت هي منها وبكل قسوة فاجأتها بصفعة قوية
.. لم تجد الا ان تتماسك بعد ان اهينت وهي تبحث بين الوجوه
.. خائفة من ان تجد نظرة العطف المعروفة
.. اكتست بطبقة من الكبرياء والهدوء وانسحبت دمعة من عينيها خلسة
.. وبينما هي تفكر كيف تداريها اذ بالمفاجأة الأكبر
.. صفعة أخرى أقوي وأشرس تحمل كل معاني الاهانة والذل
.. انفجرت في البكاء بعد ان فقدت قناع الكرامة الزائف
.. تبكي .. وهي تنظر اليه بعينين دامعتين لتجده ينظر لها بعينين عاجزتين
... وهناك الاف الكلمات الغارقة في الدموع