Tuesday, August 19, 2008

الساخر الأعظم



قلما أكتب عن أحد
ولكني لا استطيع ان اخفي هذا التقدير عن مدونتي العزيزة

لم اعرفه الا منذ شهور قليلة
احسست اني اتكلم بصوت عال عندما قرأت له
ضحكت حتى ملأت عيني الدموع
وحتى خال للبعض من حولي اني اشاهد عرض كوميدي
حزنت جدا بعدما انتهت اخر صفحة من اخر كتاب قرأته له
بحثت عن المزيد فلم أجد

انه حقا الساخر الاعظم
تلك السخرية حيث امتزجت بالفلسفة
كان يملك تلك الفلسفة البسيطة التى تنبع من الفطرة
كان يملك عقلا يفيض بالخيال
ولم يترك فرصة واحدة للتأمل إلا وأفرط في استغلالها

عاش ومات دون ان يفرض نفسه على احد
لم تكن سخريته تلك التي تجرح او حتى تعترض
كان يسخر من كل شئ حتى من نفسه
وحتى في اخر لحظات حياته حين كتب نعيه بنفسه
حيث اوصى ان ينشر هذا النعي
"
عزيزى القارئ : يؤسفنى أن أخطرك بشىء قد يحزنك بعض الشىء وذلك بأننى قد توفيت ، وأنا طبعا لا أكتب هذه الكلمة بعد الوفاة (دى صعبة شوية) وإنما اكتبها قبل ذلك ، وأوصيت بأن تنشر بعد وفاتى ، وذلك لإعتقادى بأن الموت شىء خاص لا يستدعى ازعاج الآخرين بإرسال التلغرافات والتزاحم حول مسجد عمر مكرم حيث تقام عادة ليالى العزاء .وإذا أحزنتك هذه الكلمات ، فلا مانع من أن تحزن بعض الشىء ، ولكن أرجو ألا تحزن كثيرا
"
اراد ان ينسحب بهدوء
وان يرسم تلك البسمة الاخيرة على شفاه القارئ

انه الاديب محمد عفيفي